كان الحديث في التدوينة السابقة عن مفهوم المدونة ومعنى المشاركة في محتوى الأنترنت بامتلاك موقع أو مدونة وبعض الفروق التي بينهما، أما هذه المرة فسنتطرق إلى بعض المهارات والميزات التي تكون عندنا إن كنا ندير مدونة نحقق بها أهدافنا التي نعمل من أجلها.

بالتأكيد فإن لكل صاحب مدونة أهدافا من ورائها، ومن بين أهم تلك الأهداف تبليغ مفاهيم ورسائل معينة لأكبر عدد من القراء والزوار، ثم يأتي بعد ذلك في مرتبة أقل الحصول على مجموعة معينة من المتابعين الدوريين المضمونين تقريبا، وفي هذا الصدد توجد آليات وخطوات تجعل من مدوناتنا محبوبة مزُورَة، يتمنى كل من دخلها أول مرة أن يعود إليها مرة أخرى.

هي عشر خطوات وربما أكثر لاحظتها في أفضل المدونات نجاحا وحاولت جمعها هنا في هذا الموضوع فلنتابع ونناقشها في الأخير ولا نكتفي فقط بالقراءة، فما أحوجنا لتبادل المعلومات ومدارستها.

1 –  تحديد التخصصات التي تتبعها المدونة: وربما تخصص واحد أو أكثر، فالباحث في الأنترنت حاليا يرتاح كثيرا للمصادر المتخصصة والمدونات التي تمس مجالات اهتمامه، لذلك علينا أن نوضح المجالات التي تطرحها المدونة وتعمل في حدودها، ولا نتكلم في كل أمر ولا نعطي رأينا في أي قضية مهما كانت.

2 –  تنظيم وتيرة الإدراج في المدونة: هذا عامل أساسي لإراحة من يتابع المدونة باستمرار فلا يعقل أن نطرح أكثر من موضوع في اليوم الواحد ثم نطرح غيره في يوم آخر ثم بعد أسبوع وأحيانا تبقى المدونة شهرا كاملا دون مساس، هذه التصرفات تنفر قارئ المدونة فلا يجعلها ضمن قائمته المفضلة.
لذلك يستحسن تتبع نسق معين في طرح التدوينات، مثلا مرتين أسبوعيا، وهذا ليأخذ المقال حصته من المناقشة والتعقيبات ولا يأتي الذي بعده ليدخله في الأرشيف.

3 –  تتبع جديد التخصص: لكل تخصص جديده ومستجداته، فعلينا أن نكون من المبادرين في التدوين عن مواضيع حصرية أو نادرة، أو التي نعلم أن الكثير يحتاجها، فمثلا نأخذ مجال التقنية، عندها سنحاول طرح مواضيع المعارض العالمية وجلب تغطيات عنها، مع الإشعار بها مسبقا، وهناك أمر آخر هو تعقب المناسبات الدينية أوالوطنية أوالعالمية كلما كان ذلك في استطاعتنا، فأحيانا نخرج للقارئ بتهاني العيد، وإذا أردنا التركيز أكثر فنحاول حتى إضفاء علامة خصوصية لمظهر المدونة بالمناسبة التي نمر بها ذلك الوقت، مثل شهر رمضان، أو موسم الحج أو نصرة غزة كما في بعض المواقع، أو غيرها من المناسبات، فهذه الإشارات تؤكد انتماءنا وتوجهنا الديني بغض النظر عن تخصص المدونة مهما كان.

4 –  المتابعة المستمرة للمدونة وتحديث مواصفاتها: ولكن لما نقول هذا لا نقصد بتغيير القالب (المظهر الجمالي) كل يوم، ولا إضافة خيارات كل ساعة، بل نحاول إضفاء جو من الحيوية كل فترة ولنختر أن تكون شهريا مثلا، وهذه النقطة تجرنا للحديث عن ملاحظة أخرى وهي عدم إدخال عدة أفكار كثيرة تطويرية مرة واحدة، بل نطبق إحداها وندخر الأخرى لوقت الحاجة.

5 –  تفادي المواجهة المباشرة – قدر الإمكان – في أي تعليق يتعارض مع رأينا: وهنا تكمن حكمة المدوّن، لأننا لا نواجه شخصا من نفس مدينتنا أو قريتنا فقط، حيث تكون الثقافة والتفكير متقارب نوعا ما، ولكن نحن نكتب للعالم، أو بالأحرى لكل المتحدثين باللغة التي نحرر بها، فلا يعقل دائما أن نجد تعاليق الثناء والتشجيع، ولكن أحيانا نجد من يعاتبنا، ومن يستهزئ برأي لنا ربما، ومن يستفزنا، لذلك لا نستعجل الرد مباشرة، فإن فترة الانفعال لا تنتج ردا فعالا موضوعيا، فندخل في متاهات الخلافات ونؤسس لمجموعة أعداء لنا في العالم الافتراضي، يتصيدوننا أينما ذهبنا، بل نجمع الآراء ونحاول تحليلها ثم الرد بهدوء دون أي خروج عن النص، وأحيانا يكون الرد بالصمت أفضل من كتابة أي حرف.

6-  الإجابة على رسائل واستفسارات زوار المدونة: بمواعيد محددة مثل أن ننجز رسالة ردّ آلية والتي توفرها مواقع البريد الإلكتروني مثل: Gmail، أو Yahoo… نخبر بها مراسلنا بأننا سوف نرد على مراسلته في أقرب فرصة، أو خلال مدة معينة (48 ساعة مثلا) وعلينا أن نلتزم بهذا الموعد، ومن جملة الاستفسارات التي ترد من الزوار، السؤال عن أمور تقنية في المدونة، أو استفسارات في أمور شخصية، أو طلب الصداقة والتواصل أو… إلخ، وهنا يكون التصرف في الرد شبيه بالرد على التعاليق المذكور في النقطة السابقة، المهم أن تجد المراسَلَة الجادة للمدونة جوابا.

7 –  تحري الدقة في المعلومات: وخاصة في المجال التقني لأن قراء المدونة أشخاص مثقفون ويميزون الكثير من الخطأ والصواب، لذلك علينا بذكر المصادر واختيار أفضلها وأقواها.

8 –  مراقبة نشاط زوار المدونة: وهذا من أهم العوامل التي يمكن أن نتعرف بها على مكانة مدونتنا على مستوى الانترنت، وذلك بالاستعانة مثلا بأداة الإحصاء المتوفرة من غوغل، Google Analytics لنتعرف على عدد الزوار اليومي، وأماكن اتصالهم، والكلمات المفتاحية التي يستعملونها في محركات البحث، وكذا الطريق الذي اتخذوه للوصول لمدونتنا وغيرها من المواصفات الكثير…

9 –  البحث عن فرص وضع رابط المدونة في مدونات ومواقع أخرى: وهذا بالتبادل الإعلاني أو الإعلان في دلائل المواقع، ويأتي هذا أيضا بإنشاء صلات وصداقات مع مدونين آخرين خاصة الفعالين منهم، وتبادل حتى التدوينات والمقالات معهم.

10 –  ربط المدونة بمواقع الشبكات الاجتماعية: وهذه من أحدث المواصفات التي يُعمل بها حاليا في أفضل المدونات، فمواقع مثل الفايسبوك وتويتر من شأنها أن ترفع عدد زوارنا وتخبرهم بجديد مدوناتنا ليدخلوا ويطلعوا عليه، وقد وفر المبرمجون تطبيقات كثيرة تنصَّب في المدونة فتحصي عدد المتابعين، وتظهر ببانر (صورة مع رابط) تؤدي مباشرة لحساب المدونة في تلك المواقع الكبيرة زوارا وتفاعلا.

هذه بعض المهارات التي تساعدنا في تطوير مدوناتنا وإيصالها لمستوى يجعل منها قبلة للزوار والقراء، ولا شك من وجود عدة أمور غير ما ذكرنا فننتظرها في الردود والتعقيبات، وفي الأخير ندعو كل من رأى من قلمه وفكره شعلة يضيء بها أن يفيد غيره في مجال تخصصه، وبهذا نكوّن مادة علمية عربية قوية في التدوين العربي والذي مازال في خطواته الأولى.
في المقالة المقبلة سوف نتطرق لبعض الأمثلة الناجحة في عالم التدوين العربي فتابعونا.

التدوينة منشورة أيضا في موقع ميديا فيكوس أيضا