تصميم المجلات من الأعمال الفنية التي ترهق المصمم وتحتاج منه لطول النفس نظرا لكبر حجم العمل فيها، فهي عبارة عن عدة مشاريع تصميم في عمل واحد، إلا أنها تحمل من المتعة والفائدة جانبا مهما كذلك، فهي مما تحتاج لفريق عمل تصميم متكامل في الواقع، زيادة على فريق الإعداد والتحرير.

ولكي لا نعقد الأمور فيمكن للمصمم أن يقوم بتصميم مجلة (Magazine) كاملة بشرط أن توفّر له المادة العلمية منها ويفرّغ لها وقتا كافيا وجهدا معتبرا حتى تصدر بثوب جميل ومثالي، كيف ذلك؟ أحاول التفصيل في الموضوع من خلال تجربة بسيطة مع بعض أعمالي في المجلات.

  • التصور المبدئي للمجلة: قبل الشروع في أية خطوة للتصميم على المصمم أن يكون له لقاء مع فريق التحرير أوممثل عنهم، يحدد فيها موضوع المجلة والفئة المستهدفة منها، كما يطلع على أعداد سابقة إن وجدت ليأخذ نظرة عن توجهها الفني.
  • مخطط مراحل العمل: يضع المصمم مراحل إنجاز المجلة في ملف وورد Word أو إكسل Excel أو على ورقة أمامه كمخطط بالخطوات التي يتبعها وحين الانتهاء من كل خطوة يضع عليها علامة تبين ذلك، وهذا أمر مهم لا يجب إغفاله كي لا تنسى أية مرحلة ولو كانت بسيطة في نظره.
  • مخطط صفحات المجلة: هذا المخطط أيضا له علاقة مباشرة مع برنامج سير العمل، يمكن عمله في برنامج نصي على شكل جدول كل خانة فيه تمثل صفحة من صفحات المجلة بالترتيب بداية من الغلاف إلى خلف المجلة، تملأ تلك الخانات بعناوين المواضيع لترتيبها وحصرها مع إظهار أماكن الصفحات التي تكون بمحتوى خاص كالإعلانات، وعند إنجاز أية صفحة نشير بتلوين خانتها بما يميز ذلك مع تدوين الملاحظات إن وجدت كأن نكتب [تحتاج لمراجعة من الكاتب] أو [المقال غير كامل] أو [تدقيق اسم الكاتب]… إلخ.
  • ترتيب المواضيع: غالبا ما يطلب من المصمم المساعدة في قرار ترتيب المواضيع للمجلة خاصة إن كانت جديدة في عددها الأول، فهنا يمكن الاستعانة بمجلات أخرى من نفس النسق، فهناك نوع منها يعتمد على أبواب أو أقسام محددة تتغير مواضيعها من عدد لآخر بتخصصات متعددة، وهناك من المجلات التي تتعدد مواضيعها في نفس التخصص دون تحديد لأقسام أو تصنيفات معينة فهي تعرف بوحدة الموضوع في كل عدد منها، كلاهما موجود فقط علينا تحديد أي الاتجاهين نسير من أول وهلة.
  • البرامج المستعملة: توجد عدة برامج لعمل المجلات، ولعل أهمها وأبرزها الإن ديزاين Adobe InDesign فهو يمتلك قدرات عالية تسهل العمل وخيارات مميزة تطوي بها الكثير من الخطوات، كما أنه يمكن العمل بالإليستراتور Adobe Illustrator بمساعدة الفوتوشوب Adobe Photoshop أيضا فهما يؤديان الدور معا مع شيء من الصعوبة مقارنة بالإنديزاين، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الصفحات وتنسيقها وتوزيع النصوص والمقالات فيها، أما مهمة كل منهما فالفوتوشوب نستعمله لمعالجة الصور والخلفيات وتصميم الغلاف غالبا، فيما الإليستراتور للنصوص والرسومات البيانية، مع إمكانية العمل كلية بالإليستراتور فقط.
  • الصور والنصوص: اختيار الصورة المناسبة للموضوع في المجلة مثله مثل المدونات أو المواقع الإخبارية، فهذه من الأساسيات التي على المصمم الإلمام بها جيدا، فأحيانا الصورة تغني عن قراءة الموضوع، وحسن اختيارها يجعل القارئ يتساءل عن مضمونها وخلفياتها مما يلزمه بقراءة الموضوع، والاعتناء بمعالجة ألوانها ومقاساتها ووضعياتها في النص كلها عوامل تقدم إضافة وثقل هامين للعمل.
  • الغلاف: غلاف المجلة أهم ما فيها، فعلى المصمم أن يولي له عناية خاصة، ويستحسن عمله كآخر خطوة بعدما يبني تصوره الكامل عن المجلة بمروره على صفحاتها خلال تصميمها، فيظهر العنوان بشكل جذاب موحد مع أعداها السابقة، وحتى إن طوره قليلا فعليه أن يكون محافظا على شكله ونسقه العام تقريبا، إضافة إلى إظهار أهم مواضيع المجلة أو ما يسمى بالموضوع المحوري مع صورة كبيرة وواضحة تعبر عنه.
  • صفحة المحتويات: في المجلات وعلى خلاف الكتب يوضع الفهرس في الصفحة الثالثة للمجلة، إما قبل أو بعد كلمة العدد أو المقدمة، تبين فيه المواضيع بأرقام صفحاتها مع إظهار أقسام المجلة إن وجدت أيضا، كما تشتمل الصفحة أيضا على معلومات التحرير والإعداد والتصميم والطباعة، مع عنوان المراسلة لإدارة المجلة، ومعلومات الموزعين ونقاط البيع.
  • الأخطاء: الأخطاء الواردة في عمل المجلة عديدة على المصمم الحذر قدر المستطاع منها كأن يكون الخلل في ترتيب بعض الصفحات مثلا، أو إرفاق صورة غير التي خصصت لموضوع ما، أو إسقاط اسم كاتب موضوع ما دون قصد، أو إغفال مقال بأكمله، أو صورة منه بعدم نزع خاصية الربط Link منها، وغيرها من الأخطاء الكثير… لذا ينصح بتدوين الملاحظات العالقة مهما صغرت في مخطط الصفحات المذكور سابقا ومتابعتها مرارا، أما الأخطاء النحوية والإملائية فهي مسؤولية التحرير وليس المصمم لذا فهو لا يحاسب عليها.
  • المراجعة الأخيرة: مراجعة المجلة في الاخير قبل طباعتها مهمة فريق التحرير، فهنا على المصمم طباعة كل صفحاتها وتقديمها للتصحيح والمراجعة ولا يكفي التصحيح من الشاشة، فالأخطاء كثيرا ما تقع بالتسرع والقراءة السريعة حينما يكون ذلك مباشرة من الجهاز، لذا فيستحسن أيضا التصحيح من أكثر من شخص، كل ذلك للتقليل من الأخطاء وليس التخلص منها لأن ذلك مهمة مستحيلة بالتجرية.

عندما تصدر المجلة علينا نقدها فنيا وتقييد الملاحظات للاستفادة منها مستقبلا في أعمالنا المقبلة، وهكذا المصمم في كل عمل له يرى ثمرة جهده ويقيم مستواه ويطوره للأحسن ولكم أن تتابعوا أعداد أكبر المجلات العالمية من حيث تطورها، من عدد لآخر.

أرجو ألا أكون قد أغفلت جانبا من جوانب تصميم المجلات، وفي حال ملاحظتك لذلك لا تتردد في التعقيب والاستفسار عنها لأحاول الإجابة في حدود ما أعلم إن شاء الله، كما أطلب منك نشر عناوين وروابط لمجلات أعجبك تصميمها وإخراجها الفني كتعقيب.